![]() |
| يُبرز الإنفوجراف التحولات الهيكلية في قطاع النفط الفنزويلي |
كاراكاس - أ.ق.ت - فادى لبيب : شهد إنتاج النفط في فنزويلا تحولات جذرية على مدار قرن كامل، عكست بشكل مباشر مسار الاقتصاد والسياسة في الدولة الواقعة بأمريكا اللاتينية ...
حيث انتقلت من واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط عالميًا إلى مستويات إنتاج متدنية غير مسبوقة، قبل أن تسجل بوادر تعافٍ محدودة خلال السنوات الأخيرة.طفرة تاريخية وصعود عالمي
بدأ إنتاج النفط الفنزويلي بشكل متواضع في عشرينيات القرن الماضي، عند مستوى لا يتجاوز 0.1 مليون برميل يوميًا عام 1925، لكنه شهد نموًا متسارعًا مع توسع الاكتشافات النفطية ودخول الشركات الأجنبية، ليصل إلى ذروته التاريخية عام 1970 عند نحو 3.7 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى إنتاجي في تاريخ البلاد.
سنوات التراجع وإهدار الفرص
منذ منتصف السبعينيات، بدأ الإنتاج في التراجع تدريجيًا، متأثرًا بتقلبات أسعار النفط، وسياسات التأميم، وتراجع الاستثمارات في تطوير الحقول والبنية التحتية. ورغم تعافٍ نسبي خلال التسعينيات، فإن هذا التحسن لم يكن مستدامًا.
الانهيار الكبير
خلال الفترة من 2005 إلى 2020، شهد قطاع النفط الفنزويلي انهيارًا حادًا، حيث هبط الإنتاج من أكثر من 2.6 مليون برميل يوميًا إلى نحو 0.5 مليون برميل يوميًا فقط، في ظل العقوبات الدولية، وسوء الإدارة، وتدهور البنية التحتية، وهجرة الكفاءات الفنية.
تعافٍ محدود ومشروط
بحلول عام 2024، ارتفع الإنتاج إلى قرابة مليون برميل يوميًا، مدفوعًا بتخفيف جزئي للعقوبات وعودة محدودة للشركات الأجنبية، إلا أن هذا التعافي لا يزال هشًا ومشروطًا بإصلاحات أوسع على المستويين الاقتصادي والسياسي.
خلاصة إخبارية:
تعكس أرقام إنتاج النفط في فنزويلا قصة اقتصاد ريعي فقد محركاته الأساسية، ويظل مستقبل القطاع مرهونًا بقدرة الدولة على استعادة ثقة المستثمرين والتكيف مع التحولات العالمية في أسواق الطاقة.
التحولات الهيكلية في إنتاج النفط الفنزويلي (1925 – 2024)
1. الإطار العام
يمثل قطاع النفط أكثر من 90% من صادرات فنزويلا التاريخية، ما يجعل أي تغير في مستويات الإنتاج عاملًا حاسمًا في الاستقرار الاقتصادي والمالي للدولة. ويُظهر تحليل البيانات التاريخية لإنتاج النفط بين عامي 1925 و2024 نمطًا واضحًا من الصعود الحاد، يليه تراجع طويل الأمد مرتبط بعوامل هيكلية داخلية وضغوط خارجية.
2. الذروة الإنتاجية ودلالاتها
بلغ الإنتاج ذروته في عام 1970 عند 3.7 مليون برميل يوميًا، وهو ما يعكس كفاءة تشغيلية عالية نسبيًا، وتكاملًا بين رأس المال الأجنبي والبنية التحتية المحلية. غير أن هذه الذروة لم تُستثمر في بناء اقتصاد متنوع أو صندوق سيادي مستدام.
3. التدهور الهيكلي
يشير الانخفاض الحاد بعد عام 2005 إلى أزمة هيكلية في إدارة الموارد، حيث تزامنت العقوبات الدولية مع:
- ضعف الحوكمة المؤسسية في شركة النفط الوطنية
- تآكل القدرات الفنية
- نقص الاستثمارات الرأسمالية
- ارتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة بالأسعار العالمية
4. التعافي الأخير: حدود وإشكاليات
رغم ارتفاع الإنتاج إلى نحو مليون برميل يوميًا في 2024، فإن هذا المستوى لا يزال أقل بكثير من الطاقة الإنتاجية النظرية للبلاد. ويظل التعافي الحالي:
- محدودًا زمنيًا
- معتمدًا على متغيرات سياسية خارجية
- غير مدعوم بإصلاحات هيكلية شاملة
5. آفاق مستقبلية
يُرجح أن يظل إنتاج النفط الفنزويلي في نطاق يتراوح بين 1 – 1.5 مليون برميل يوميًا على المدى المتوسط، ما لم تحدث:
- إصلاحات مؤسسية جذرية
- إعادة هيكلة شركة النفط الوطنية
- تحسن مستدام في بيئة الاستثمار
- شراكات تقنية طويلة الأجل

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق